نصائح لتجنب الإصابة بالبواسير أثناء الحمل
من اللحظة الأولى التي تكتشفين فيها خبر حملك، تبدأ رحلة مليئة بالفرحة والتغيرات الجسدية. فإلى جانب الغثيان الصباحي وآلام الظهر ومشاكل النوم، قد تواجهين تحديًا آخر شائعًا: البواسير.
ورغم أن البواسير مشكلة شائعة، خاصةً في الأشهر الأخيرة من الحمل، إلا أن هناك العديد من الإجراءات التي يمكنكِ اتخاذها لتقليل فرص الإصابة بها أو تخفيف أعراضها في حال ظهورها.
في هذا المقال، سنتناول بشكل مبسط وواضح أسباب البواسير أثناء الحمل، وكيفية تجنبها بخطوات عملية وسهلة.
أولاً: ما هي البواسير ولماذا تحدث أثناء الحمل؟
البواسير هي عبارة عن تورّم في الأوعية الدموية الموجودة في منطقة الشرج والمستقيم. تحدث عندما يكون هناك ضغط كبير على هذه الأوردة، سواء بسبب الإمساك أو زيادة الوزن أو الجلوس لفترات طويلة.
أثناء الحمل، يمر الجسم بالعديد من التغيرات التي تزيد من فرص الإصابة بالبواسير:
-
زيادة حجم الرحم: يضغط الرحم المتنامي على الأوردة السفلية، مما يعيق تدفق الدم.
-
ارتفاع هرمون البروجستيرون: يؤثر هذا الهرمون على حركة الأمعاء، مما قد يؤدي إلى الإمساك.
-
الإمساك الشائع: يعتبر الإمساك مشكلة شائعة جدًا بين الحوامل، ويزيد الضغط أثناء التبرز من خطر الإصابة بالبواسير.
كل هذه العوامل تزيد من احتمالية ظهور البواسير، خصوصًا في الثلث الثالث من الحمل.
كيف تتجنبين الإصابة بالبواسير أثناء الحمل؟
يمكنكِ اتخاذ العديد من الخطوات الوقائية لتقليل خطر الإصابة بالبواسير، أو تخفيف أعراضها إذا ظهرت:
1. نظمي أكلك واشربي كمية كافية من الماء
النظام الغذائي الغني بـالألياف، مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، يساعد على تجنب الإمساك وتقليل الضغط على المستقيم. كما أن شرب كميات كافية من الماء (على الأقل 8 أكواب يوميًا) ضروري جدًا لضمان هضم سليم وبراز لين.
2. حافظي على روتين يومي لدخول الحمام
عندما تشعرين بالحاجة لدخول الحمام، لا تؤجلي الأمر. الانتظار قد يؤدي إلى جفاف البراز وصعوبة إخراجه، مما يزيد من الضغط على الأوردة.
3. تحركي قليلًا كل يوم
حتى لو كنتِ تشعرين بالتعب، فإن المشي لمدة 20-30 دقيقة يوميًا يساعد على تنشيط الدورة الدموية ويقلل من فرص الإمساك. يمكنكِ أيضًا تجربة تمارين خفيفة تحت إشراف طبيبكِ.
4. تجنبي الجلوس لفترات طويلة
إذا كان عملكِ أو روتين يومكِ يتطلب الجلوس لفترات طويلة، حاولي النهوض والتحرك كل فترة. يمكنكِ أيضًا استخدام وسادة طبية على شكل "دونات" لتقليل الضغط على منطقة الشرج.
5. نامي على جانبكِ الأيسر
هذه الوضعية تخفف الضغط على الوريد الرئيسي الذي يعيد الدم من الجزء السفلي من الجسم إلى القلب، مما يساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل فرص الإصابة بالبواسير.
6. تابعي مع الطبيب عند ظهور أي أعراض
إذا بدأتِ تشعرين بحكة، أو ألم، أو نزيف بسيط أثناء التبرز، لا تتجاهلي هذه العلامات. من المهم استشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب ومنع تدهور الحالة.
نصائح إضافية مهمة:
-
يمكنكِ استشارة طبيبكِ حول استخدام مكملات الألياف الآمنة أثناء الحمل.
-
قد تساعد الكمادات الدافئة على منطقة الشرج في تخفيف الألم عند ظهوره.
-
استخدمي المناديل المبللة بدلًا من ورق التواليت الجاف بعد الحمام لتجنب التهيج.
-
إذا وصف لكِ الطبيب كريمًا موضعيًا، استخدميه بانتظام حسب التوجيهات.
متى تكون البواسير خطيرة أثناء الحمل؟
في معظم الحالات، تكون البواسير أثناء الحمل مزعجة وليست خطيرة. ومع ذلك، يجب عليكِ التواصل فورًا مع طبيب متخصص إذا لاحظتِ أيًا من الأعراض التالية:
-
نزيف متكرر من المستقيم.
-
ألم شديد لا يمكن تحمله.
-
بواسير خارجية متورمة جدًا يصعب التعامل معها.
قد تحتاج بعض الحالات إلى تدخل بعد الولادة، خاصةً إذا استمرت الأعراض أو زادت حدتها، ولكن هذا يتم تحديده حسب كل حالة على حدة.
الملخص
البواسير أثناء الحمل هي من المشكلات الشائعة التي تنتج عن التغيرات الهرمونية وزيادة ضغط الرحم على الأوردة السفلية. للوقاية منها، يُنصح باتباع نمط غذائي غني بالألياف، وشرب الماء بانتظام، وممارسة النشاط البدني اليومي، وتجنب الجلوس لفترات طويلة. كما يُفضل النوم على الجانب الأيسر، واللجوء للطبيب عند ظهور أي أعراض. الالتزام بهذه النصائح يساهم في تقليل احتمالية الإصابة بالبواسير أثناء الحمل، ويعزز من راحة الحامل وجودة حياتها.
هل لديكِ أي أسئلة أخرى حول كيفية التعامل مع البواسير أثناء الحمل؟
إضافة تعليق جديد