الناسور الشرجي: ما هو؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟

الناسور الشرجي من المشكلات الصحية المزعجة التي تصيب منطقة الشرج والمستقيم، وتؤثر على جودة حياة المريض بشكل كبير. وهو من الأمراض الشائعة التي تحتاج إلى تشخيص دقيق وعلاج مناسب لتجنب المضاعفات المحتملة.

 

ما هو الناسور الشرجي؟

الناسور الشرجي هو قناة أو نفق صغير يتكوّن بين نهاية الأمعاء (المستقيم) وسطح الجلد بالقرب من فتحة الشرج. يتكوّن نتيجة وجود خراج (تجمع صديدي) في منطقة الشرج لم يُعالج بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تكوّن هذه القناة غير الطبيعية التي تربط بين داخل الشرج وخارجه.

 

أسباب الناسور الشرجي

عادةً ما يتكوّن الناسور نتيجة إصابة بالغدد الصغيرة الموجودة داخل القناة الشرجية، والتي تُفرز مواد لتسهيل عملية التبرز. إذا انسدت هذه الغدد، قد يتكوّن خراج يؤدي إلى ظهور الناسور لاحقًا. ومن الأسباب الأخرى:

  • التهابات مزمنة في منطقة الشرج.

  • داء كرون (مرض التهاب الأمعاء المزمن).

  • التهابات نتيجة العدوى البكتيرية أو الفيروسية.

  • إصابات سابقة أو عمليات جراحية.

  • السل أو بعض الأمراض المنقولة جنسيًا (نادرة الحدوث).

 

أنواع الناسور الشرجي

يتم تصنيف الناسور الشرجي بناءً على موقعه وعلاقته بعضلات الشرج:

  1. الناسور البسيط: قناة واحدة ضيقة بالقرب من فتحة الشرج.

  2. الناسور المعقد: يحتوي على أكثر من قناة وله تشعبات، وقد يمر عبر أكثر من عضلة.

  3. الناسور المرتفع: يقع في مكان عميق ويمر بعضلات متعددة من عضلات التحكم في الشرج.

 

أعراض الناسور الشرجي

تشمل الأعراض الشائعة للناسور الشرجي:

  • ألم متكرر أو مستمر في منطقة الشرج، خاصة أثناء الجلوس أو التبرز.

  • إفرازات صديدية أو دموية من فتحة بالقرب من فتحة الشرج.

  • حكة أو تهيج في الجلد المحيط.

  • تورم أو وجود كتلة محسوسة.

  • رائحة كريهة ناتجة عن الإفرازات.

  • أحيانًا يصاحب الناسور ارتفاع في درجة الحرارة إذا كان مصحوبًا بخراج.

 

كيف يتم تشخيص الناسور الشرجي؟

يعتمد تشخيص الناسور على الفحص الإكلينيكي الدقيق من قبل الطبيب المختص، وقد يشمل:

  • الفحص السريري: لملاحظة الفتحة الخارجية أو أي إفرازات.

  • الفحص بالإصبع (المستقيم): لتحسس القنوات الداخلية.

  • الفحص بالموجات فوق الصوتية (سونار شرجي) أو الرنين المغناطيسي: لتحديد مسار الناسور بدقة وتشخيص نوعه.

  • فحص الناسور بالصبغة أو المنظار: في بعض الحالات، لمعرفة الامتدادات الداخلية.

 

علاج الناسور الشرجي

العلاج الأساسي للناسور الشرجي غالبًا ما يكون جراحيًا، ويعتمد على نوع الناسور وموقعه:

 

1. العلاج الجراحي التقليدي

  • فتح الناسور (Fistulotomy): يتم فيه فتح القناة وتنظيفها لتلتئم من الداخل للخارج.

  • وضع خيوط مطاطية (Seton): تُستخدم في الحالات المعقدة للحفاظ على مسار القناة ومنع الضرر لعضلات الشرج.

  • الترقيع باستخدام سدادات بيولوجية: تستخدم في بعض الحالات لتقليل المضاعفات.

 

2. العلاج بالليزر

من أحدث طرق علاج الناسور، ويُجرى باستخدام أجهزة دقيقة مثل جهاز "Leonardo" الألماني.

  • يتم غلق القناة الداخلية للناسور دون الحاجة إلى فتح جراحي، مما يقلل الألم ويُسرّع من التعافي.

  • يتميز بأنه إجراء سريع وآمن ويقلل من فرص تكرار الإصابة.

 

فترة التعافي بعد العلاج

  • في الجراحة التقليدية: تستغرق فترة التعافي من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، حسب نوع العملية وحالة المريض.

  • في حالة العلاج بالليزر: قد يعود المريض لممارسة حياته الطبيعية في غضون أيام قليلة فقط.

يُنصح بالحفاظ على نظافة المنطقة، وتناول أطعمة غنية بالألياف لتجنب الإمساك.

 

هل يعود الناسور الشرجي بعد العلاج؟

في بعض الحالات، قد يعود الناسور، خاصة إذا لم يُعالج بشكل صحيح من البداية أو إذا كان من النوع المعقد. لذا، من الضروري اختيار مركز طبي متخصص يعتمد على تقنيات دقيقة في التشخيص والعلاج، مع فريق طبي متمرس.

 

نصيحة هيموكيور

لا تتجاهل أي ألم أو إفرازات غير طبيعية من منطقة الشرج. كلما تم تشخيص الناسور الشرجي مبكرًا، كانت فرص الشفاء أسرع وأفضل. في مؤسسة هيموكيور، نقدم أحدث وسائل العلاج بالليزر وبدون تدخل جراحي تقليدي، لضمان راحة وأمان المريض.

 

الخاتمة

الناسور الشرجي هو من الحالات الطبية التي تحتاج إلى دقة في التشخيص وسرعة في التعامل، حيث يمكن أن يتسبب في مضاعفات مزعجة إذا لم يتم علاجه بالطريقة المناسبة. تبدأ رحلة التعامل معه بفهم الأعراض وتشخيصها بشكل دقيق من خلال الفحص السريري وربما استخدام بعض وسائل التصوير. أما العلاج فيعتمد على نوع الناسور وامتداده، ويتراوح بين التدخل الجراحي التقليدي واستخدام تقنيات حديثة مثل الليزر.

الاهتمام بالنظافة الشخصية، وعلاج أي التهابات أو خراجات مبكرًا، والمتابعة الطبية المستمرة، هي مفاتيح الوقاية من الناسور الشرجي والحد من تكراره. وختامًا، ينصح دائمًا بعدم تجاهل أي أعراض غير معتادة في منطقة الشرج، واللجوء للطبيب المختص في أسرع وقت للحصول على التشخيص السليم والعلاج المناسب.

نشر :

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح   تحديث
خطأ: برجاء إعادة المحاولة